"ما تقلقيش يا حجة والله غير ما تشوفيه إلا داخل عليكي من هالباب"، عبارة نطقها شقيق محمود السرسك قبل أكثر من شهر محاولا بث الطمأنينة في قلب أمه، التي استبد بها القلق على مصير ابنها آنذاك، وكان قد دخل إضرابه عن الطعام يومه الثالث والثمانون في السجون الإسرائيلية.
أمنية شقيق محمود برؤية أخيه حرا من المعتقلات الإسرائيلية توشك أن تصبح حقيقة، بعد اعتقال اقترب من ثلاث سنوات، لم توجه له خلاله أي تهمة.
اعتقل محمود السرسك في يوليو 2009 على معبر بيت حانون، (إيرتز)، بينما كان في طريقه إلى الضفة الغربية للالتحاق بنادي شباب بلاطة في مدينة نابلس.
ورغم حصوله على تصريح إسرائيلي بالمرور إلى الضفة الغربية، إلا أن الجيش الإسرائيلي اعتقله وحوله إلى التحقيق، ثم ما لبث أن مدد اعتقاله بموجب قانون "المقاتل غير الشرعي"، وهو قانون سنته إسرائيل بعد اختطاف الجندي جلعاد شاليط عام 2006.
وبموجب ذلك القانون مددت المخابرات الإسرائيلية اعتقال السرسك لفترات غير محددة، دون توجيه أي لائحة اتهام له.
ويعد السرسك من أبرز لاعبي كرة القدم في قطاع غزة، ويلعب لنادي خدمات رفح، والتحق بالمنتخب الوطني الفلسطيني في سن الرابعة عشرة ليصبح أصغر لاعب يدافع عن ألوان المنتخب.
بدأ السرسك إضرابه عن الطعام مع إضراب الحركة الأسيرة في أبريل الماضي، لكن الاتفاق الذي أبرم لإنهاء الإضراب لم يشمل الإفراج عن السرسك، ما دفعه للاستمرار في إضرابه حتى تحقيق مطالبه.
ولم يوقف السرسك إضرابه عن الطعام إلا بعد 96 يوما، بعد أن تعهدت المخابرات الإسرائيلية بالإفراج عنه في رسالة مكتوبة.
وتقول عنه والدته بأنه قوي الشخصية، وعندما كانت تبدي قلقها على حياته عبر الرسائل التي كانت ترسلها مع محاميه، كانت إجابته: "ما تقلقي، أنا بعرف شو بعمل".
وشكل اضراب السرسك عن الطعام إلهاما للكثير من الرياضيين حول العالم، ولقيت قضيته تعاطفا من أشهر معلقي كرة القدم في العالم العربي، كما أن مجهولين اقتحموا مقر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم في باريس للمطالبة بالإفراج عنه، وأخيرا انضم الاتحاد الدولي الفيفا إلى المطالبين بالإفراج عنه دون قيد أو شرط.
