نشر الغسيل على شرفات المنازل فن يعبر عن الذوق، فبينما تحرص بعض النساء على تنسيق الملابس عند تعليقها على الشرفات، من خلال مراعاة الانسجام في احجام القطع المنشورة والوانها، فإن أخريات لا يكترثن لكيفية نشر الغسيل على الأماكن المخصصة.
وكما تقول فيروز البدور- ربة منزل- ليس غريباً أن نشاهد ملابس ذو ألوان بيضاء وصفراء وحمراء وبنفسجية اللون تنشر دون مراعاة ترتيب الألوان وكأنها حبالٍ من الزينة.
وترفض تلك السيدة نشر أي من قطع الغسيل دون مراعاة التنسيق في حجم ما هو منشور، ليكون على نحو متسلسل.
وتشير إلى أهمية مراعاة عدم نشر الغسيل ذو اللون الأبيض مع غيره من الألوان الفاقعة اللون، في إشارة للتعبير عن الذوق.
كما أن مخلد الرماضنة – صاحب بسطة- يتساءل عن الشعور الذي ينتاب أي شخص ما في لحظات يقف بها على رصيف إحدى الشوارع، ليفاجئ بقطرات ماء تتساقط عليه، قد يكون مصدرها ملابس داخلية لشخص آخر؟!.
ويرى أن ظاهرة نشر الغسيل على شرفات المنازل خصوصاً في المباني السكنية قد يسبب احياناً عراكاً بالأيدي بين سكانها ونشوب خلافات في حال عدم تنشيفها بشكل يحول دون تساقط قطرات من المياه على شرفات الجيران في الطوابق السفلى.
واعتبر أن تعليق الغسيل لكي يجف في شرفات البيوت المطلة على الأزقة الضيقة مظهرا يثير غضب آخرين.
وحسب سيدات فإن وجود مناشر غسيل مصنوعة خصيصاً لهذه الغاية، لا يثني عن استخدام حبل الغسيل، الذي يبقى رونقه قائم، باعتباره وسيلة لممارسة بعض التمارين الرياضية، عدا عن الحصول على رائحة جميلة للثياب، وهو بديلاً عن آلات التنشيف الكهربائية التي تستهلك طاقة.
ظاهرة نشر الغسيل بشكل عشوائي دفع دول مختلفة لإصدار قرارات مؤقت بعضها وآخر دائم، لمنع مواطنيها من تعليق غسيلهم على الشرفات باعتباره منظر غير لائق.
وفي عام 2006 استضافت مدينة سان بطرسبورغ قمة الثماني الكبار وصدرت التعليمات لأصحاب المساكن الواقعة على المسارات الرئيسية تطلب «عدم نشر الغسيل» في الشرف والنوافذ المطلة على الطرق الرئيسية في قصر قسطنطين ـ أحد أجمل قصور المدينة بضاحية ستريلنا على ضفاف الخليج الفنلندي، حيث عقدت القمة.
وفي عام 2001م طلب المجلس المحلي لمدينة جنوا في ايطاليا من المواطنين الامتناع عن تعليق غسيلهم من الشرفات على طول الطريق الذي سيستخدم لنقل زعماء العالم من المطار إلى داخل المدينة للمشاركة في قمة الثمانية الكبار.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية نساء تحركن للقيام بحركة لمناصرة البيئة من أجل استعادة حق نشر الثياب المغسولة على الحبال في الهواء الطلق.
و جاءت المطالبة بحق نشر الغسيل على الحبال، بعد أن حظرت على المواطنين لأسباب جمالية.
كما أن رئيس بلدية نيقوسيا، عاصمة قبرص، حظر على سكانها نشر غسيلهم في الهواء وفرض غرامة على المخالفين في إطار خطة لتجميل المدينة.
وفرضت نيقوسيا غرامة بحدود مائة دولار على المخالف الذي ينشر ملابسه الداخلية في الهواء لترفرف بشكل غير ملائم في الشوارع الضيقة للمدينة التي ترجع إلى العصور الوسطى.
وفي نيوزيلندا فإن القانون يمنع سكان الشقق من تعليق الغسيل في شرفات تطل على الشوارع التي هي وسط المدينة فإن مجلس مدينة أوكلاند يشجع تعليق صفوف من الملابس الملونة بالشرفات المطلة على احدى المناطق الرئيسية في المدينة ويعتبر المجلس هذا السلوك نوعا من الفن.
يشار إلى دول مختلفة تصدر مثل هذه القرارات عند استضافت أحداث في غاية من الأهمية.
No comments:
Post a Comment